الانسان والمكان مقال رأي – أمل عرابي

الانسان والمكان 3 ملاحظات ومقال رأي:

1. الشكل والمضمون: كثير مرات منسمع جملة انو الشكل يحدد المضمون، وفي ناس بتقول انو الشكل والمضمون وجهان لنفس العملة. كيف هاي الجملة الها علاقة في العنف والجريمة، وشو العلاقة بين شكل بلداتنا العربية وبين افرازات العنف والجريمة الي منشوفها اليوم؟! بفعل النكبة، واستمراريتها من خلال سياسات مصادرة الاراضي، وما نشهدو اليوم من هدم في الجليل والنقب، انهار المبنى العمراني- الحضري لقرانا العربية (المدينة سُلبت منا، وحقنا في المدينة معدوم).

وبعد ما كانت النسيج عمراني يندمج مع جغرافيا البلاد وطبيعتها، ويرتكز على نسيج اجتماعي ترابُطي. تحولت هذه القرى الى شكل اقرب الى الحوش الاسمنتية (وحش من البطون). فش فيها مكان لمساحة خضراء، لساحة تتجمع فيها الاولاد، او محل للمشي او ممارسة الرياضة . حتى الحكورة الي فيها التينة والليمونة الي كل الحارة كانت توكل منها وتتجمع تحتها، قلعوهن وصار محلها مصف للسيارة (عسيرة السيارة اليوم شفت انو اكثر من 45% من حالات العنف الي فيها سلاح ابيض، يعني سكينة،طورية، مورينا، منجل بتصير بسبب خلاف على صفة للسيارة- الحمد لله معيش سيارة).

لما انهار النسيج العمراني، كان لها الاشي مضاعفات وتبعيات على النسيج الاجتماعي، لانو الشكل يحدد المضمون. نتيجة لتظافر اسباب اقتصادية واجتماعية تتعلق في الحداثة والسياسات النيولبرالية، طورنا حالة من الفردانية ينعدم فيها المجتمع المدني. في بيوت بس فش حارة، في عائلية بس فش اي نوع من التكافل الاجتماعي (في فزعة بس على الطوشة).

2. الامان في الحيز العام: القصد في الحيز العام هي مجموع المساحات العامة الي تقع خارج المساحة الخاصة الى في ملكية شخص معين، وهي بتكون في ملكية مشتركة تبعت جميع السكان، زي الشارع والرصيف، الملعب والقاعة الرياضية، ساحة السوق، الممشى، الجامع والكنيسة كمان حيز عام النا كلنا. بهاي الاماكن الناس بلتقي، بتشوف بعض بتنكشف على الاختلافات بين بعض، بترعى هاي المساحات وبترعى سلامة بعض. بطبيعة الحال انهيار المبنى الحضري قلل من هاي المساحات بشكل كبير، وجودتها كمان…. بس وفي بس كبيره، هل احنا حاولنا نحافظ على الحيز العام تبعنا، هل حاولنا نوخذ علي مسؤولية، ونكرس اهمية الملك العام في بناء نسيج اجتماعي متماسك. ولا كل واحد منا حاول يوكل من الشارع كان مترين، يبني بيت 400 متر بس يصف سيارتو على الشارع، يقلع محطة الباص الي البلدية حتطها بالحارة عشان هو قرر انو بدش محطة، او يوقف بالسياره بنص الشارع عشان بدو يسلم على صاحبو الي مبارح شافو؟؟؟،

او مجموعة قررت كسر كل الاضائة تبعت الشارع….. بكل الاحوال لما بتبطل حاسس بالامان على نفسك وممتلكاتك في الحيز العام، ببساطة بتبطل تستعملو، اذا خايف ابنك يُعتدى علي بالملعب او يندهك عالشارع بتصير تروح معا عالكنيون وتوصلو بالسيارة على المدرسة، واذا خايفة يتحرشوا فيكي القاعة الرياضية بتصيري تتمرني بالجيم ببلد يهودية، واذا خايف تطلع تمشي بالحارة باليل او بالبلد بالنهار ببطل في حارة ولا بلد

.3. الاستيلاء على الحيز العام من قبل المجرمين ومنظمات الاجرام: لما بتنقطع الاجر عن الشارع والحارة، وكل بيت بقرر يرفع صور الصين حوالي بيتو ويعلق كمرات، وبخفف اي طلعة على البلد، وكل مشوار بالسيارة، وكل المشتريات من الكنيون….بصفي للملك العام ما في اصحاب، وهيك بتستولي على الحيز جماعات وافراد انتهازية تٌتاجر في العنف والعربدة، وبتصير تمارس حياتها في طبيعية بصير تحس حالة "صحاب البلد" على حساب البلد عزبة!!!، مرة كان الطخ يصير عالجبل او بالمزبلة مع لثام، اسا الطخ بنص الشارع بنص النهار مع وجة مكشوف وراس مرفوع. واخذ الخاواه صار حرفه، واذا بتصف محلي بطخك …اه بطخك على صفة.قضايا الارض والمسكن هي محور صراع مركزي في علقتنا مع المؤسسة الاستعمارية الي تعمل على قطع علاقتنا في الارض والبلاد، وتحويلنا الى افراد مكدسة دتخل اقفاص اسمنتية، بس عشان بهاي المرحلة نقدر نحافظ على امانا الشخصي وممتلكتنا الشخصية ، لازم نحافظ على امان الاخرين، و على الحيز العام.و….#لعلّه_خير

  • ملاحظة: المقال يعكس رأي كاتبه وليس مركز "أمان" المركز العربي لمجتمع آمن.